بين هواجس ليلة ظلماء , سمعت صرخات طفل مجهول المعالم
مضغة ملفوفة بين ثياب ملوثة ,أنين قلب ضل شريان الحياة
فأعيروه آذانكم وافتحوا له أبواب قلوبكم ..
مـــن أنــــا ؟! ..
فمولدي لا يشبه جميع المواليد . لا حلوى فيه وزِّعت على المدعوين ، لا ابتسامات ...
جسدي الضئيل لم يحتوه مهد ، يومَ وجدتُ أنا لا فرح كان في استقبالي لا زغاريد
أ أنا الخطيئة عينها ..؟! أ أنا الضحية المجني عليها ..؟!
بالله عليكم ..
أجيبوني ، وانصفوني . فأنا اليوم شاب عوده اشتدَّ ، حائر بين جزر ومدَّ
ألستُ مثلكم عبداً من عباد الرب ..؟
أين والدتـي التي سكنت جوفها حولاً إلا قليلا .. ؟
أين حنانها ؟ أين كنفها الدافئ ؟ أين الحب ..؟
أين والدي الذي أنا ثمرة نطفته ..؟ أترانـي ولدت دون أب ..؟!
لا تقولوا "وبالوالدين إحسانا" فأني لا أعرف والديَ
لا تقولوا ظروفهما فأنا أحمل لهما كل الحقد والغيْ
بالله عليكم ..
أمن يلقي بفلذة كبده بين القمامة يستحق أن يكون بشرا وله قلب حي ..؟!
لا تلوموني أنا ، فأنا اليوم شاب بلغت العشرين من الأعوام .
لا أعيش كباقي الناس ، لست كالأنام
طبعا .. فأنا نتاج شهوة عابرة ، و نزوة مخفية غادرة ،
أنا كما أسمع دوما " ابن حرام "
لا تعاتبوا كرهي لهما فإني تجرعت اليتم وأنا لست من الأيتام
من يواسيني إن أنا مرضتُ ..؟
أين حضن الأم الذي تستطاب في رحابه الأسقام ..؟
من يحميني من ذئاب تتربص انتهاك عرضي.. ؟
أين ذراع الأب التي تحميني من اللئام.. ؟
من يزوجني إن نبض قلبي يوما بالغرام ..؟
بل من يتزوج شخصا دون نسب ودون اسم وتاريخ ميلاده بلا أرقام .. ؟
هل تحسون بما أحسه ..؟ هل تعلمون أن الدمع نضب مني من فرط ما ذرفته ..؟
ارحموني من سياط ألسنتكم ، كفوا عني نظراتكم ، فأنا بلا ذنب ضحية طيش مجتمعكم
أعرف أني لقيط .. وجدت بلا هوية ولا عنوان
مدرك جداً أني سأدفع ضريبة ذنب اقترفه اثنان
لكن .. هل من حق مجتمع أن يقاضي شخصاً لم يعرف يوما
كلمة أبي أو أمي
شخص لم يعامله أقرب الناس إليه على أنه انسان .. ؟